الأحد، 28 ديسمبر 2008

أخيراً.. طار الإنسان!


لطالما حلم الإنسان بالطيران عبر القصص والأساطير والمثيولوجيا ، لكن هذا الحلم كان يطير بعد كل محاولة كانت آخرها عام 2006 عندما فشل آخر المغامرين بالتحليق في السماء.لكن ها هو الطيار الحربي السابق إيف روسي ( 48 سنة) يحقق أول إنجاز إنساني في الطيران المنفرد من دون مساعدة طائرة، ليصبح الإنسان الأول الطائر بمفرده، حين تمكن من عبور بحر المانش مستخدما جناحا نفاثا ، تبينه الصور والغرافيك المنشور.وهكذا تمكن المغامر السويسري من قطع مسافة 22 ميلا بعد انطلاقه من كاليه الفرنسية باتجاه دوفر الإنكليزية مستغرقا طيرانه في الأثير نحو 13 دقيقة ساحرة قطع فيها هذه المسافة بسرعة وصلت إلى125 ميلا في الساعة. وبعد تدريبات شاقة استمرت أكثر من خمس سنوات تم تصميم الأجنحة التي غطت ثماني أقدام من مواد كربونية مركبة زنتها 55 كيلوغراما ممتلئة بالوقود، ولم يستخدم روسي الذيل المعروف بالطائرات، لأنه كان يوجه نفسه ويتحكم بالطيران باستخدام رأسه وظهره وجسمه عموما مستندا الى الرؤية البصرية. وللأجنحة ميزة الانطواء في مرحلتين الأولى حينما يقفز من الطائرة والثانية عندما يهبط مستخدما المظلة. في طيرانه الأخير قفز من طائرة بيلوتس بورتر السويسرية الصنع. وارتدى الطيار السويسري إلى جانب خوذة الرأس والمظلة، بدلة «نيمكس» الشبيهة بتلك التي يرتديها سائقو الفورمولا واحد لكي تجنبه الحرارة العالية للمحركات النفاثة. الوقود الذي يحرك التوربينات النفاثة الأربعة (اثنان في كل جناح) هو الكيروسين وهناك مقبض كالموجود في الدراجات النارية يتم التحكم بواسطته بقوة الدفع.


التدريب ومشاريع حالمة أخرى
كما ذكرنا بعد أكثر من خمس سنوات من التدريب في سويسرا، أجرى إيف روسي طيرانا تجريبيا لم يغطه الإعلام استمر ست دقائق واستخدم فيها مظلة طوارئ وكما يقول «الفكرة أن تقضي وقتا ممتعا، لا أن تقتل نفسك». وبث شريط فيديو للطيران التجريبي في ما بعد، ليطلق على روسي حينها «الرجل الطائر» أو «الرجل النفاث». وبعد نجاحه في عبور المانش ، يحاول روسي الطيران على سلسلة جبال الألب السويسرية وكان قد جرب الطيران لبضع دقائق عابرا بحيرة جنيف ابتداء من المطار القريب منها. وفي وقت سابق، وضمن التدريبات كان روسي قد قفز من الطائرة من على ارتفاع 7500 قدم وفتح أجنحته طائرا بسرعة186 ميلا في الساعة بمساعدة توربيناته النفاثة الأربعة، ووسط ذهول الناس كان روسي يطمئنهم بعد هبوطه بالعبارات: لا أشعر بالقلق، أنا اعرف ما الذي أفعله. وحول توجيهه مسار الطيران قال: إذا أريد التوجه يسارا أميل بجسمي إلى اليسار وكذلك لو أريد باتجاه اليمين ، فالعملية منحصرة في الإدارة الذاتية للجسم. يحاول روسي بعد نجاحه الأخير في تطوير أجنحته لكي تسمح له بمناورة أكبر حسب وصفه، وسيعتمد على محركات الطائرات النموذجية الألمانية الصنع التي تمنحه 200 باون في الدفعة الواحدة بما يكفي السماح له وبدلته بما يعادل 120 رطلا الارتفاع في الهواء. جسديا، يشعر روسي بأنه يمتطي دراجة نارية، ويؤكد انه لا يشعر بأي إجهاد في الطيران ، لكنه أشار إلى أن الأمر يحتاج إلى الإحساس بالارتياح في الهواء محذرا: «إذا بدا عليك التوتر سيبدأ جسدك بالتأرجح». وعندها سيقل التركيز في تسيير مقبض الأجنحة الأصفر وكذلك فتح المظلة عند الهبوط التي يعتبرها من أكثر اللحظات دقة وتركيزا في الطيران. كلف روسي والممولين بناء آلة الطيران 190 ألف دولار، ويعتقد أن هذا المبلغ سيشجع الهواة ومحبي الطيران والمصنعين على السواء لإدخال هذه الأجهزة إلى مرحلة التسويق. ويسجل لروسي هذا الإنجاز كأول إنسان يطير من دون طائرة، مذكرنا بالطيار الفرنسي لويس بليريوت الذي عبر المانش لأول مرة بطائرة نفاثة عام 1909.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق