الأحد، 28 ديسمبر 2008

أصم دوى اكتشافه في العالم المعاصر


هو فينت كيرف رئيس شركة Google وعالم الحاسوب الاميركي الذي يعتبرونه ابو الانترنت وهو في الحقيقة 'احد الآباء المؤسسين للانترنت' لدوره القيادي والتقني والاداري الرئيسي الذي يمكن ان نشرك في هذا اللقب بوب كان في اكتشاف الانترنت ونظم السيطرة على الارسال. ساهم كيرف في تأسيس 'جمعية الانترنت' عام 1992 حيث كان القلائل في العالم يعرفون ما الذي تعنيه هذه الكلمة، لكنه عمل كخلية شمسية لمجموعة تكنولوجية ظهرت في البداية فتية وواعدة لتروج وجهات نظر المستعملين العاديين للانترنت وبعد جهود ريادية جبارة استطاع تطوير الانترنت مع ظهور 'اللجنة الخاصة بنظام الانترنت' التي نشطت في الفترة 1992 - 1995 وتولى امانة مجلس ادارتها لغاية 2001.وبالرغم من انه يعاني من ضعف في السمع وتدرب على طريقة الصم في جامعة جالوديت في المدرسة التابعة لها لتعليم الصم، فإنه حاز على جائزة الجمعية لثقيلي السمع باسم الكسندر غراهام بيل.
المصمم المبكر
تنتشر دبابيس السمع المختلفة في كل انحاء جسد كيرف، لكن هذه الدبابيس لم تعقه من الوصول الى رأس المؤسسة الفيدرالية للعلوم في واشنطن. وعندما كان طالبا، اشترك في التصميم المبكر ل Arpanet واسموه وقتذاك 'العفريت الاول' تمهيدا للقب 'ابو الانترنت' الذي حازه بعد ان كان ابرز مصممي نظام السيطرة والارسال 'آي بي' وهو النظام الذي سمح لوكالة مشاريع البحوث المتقدمة بايصال شبكات مستقلة مختلفة سوية لتشكيل الشبكة العنكبوتية الكبرى التي تعرف الآن بالانترنت.
أبو 'الستايل'
شب كيرف في لوس انجلوس واظهر في المدرسة كفاءة عالية ومتينة في الرياضيات، ومنذ ان كان يافعا، كان له 'ستايل' مختلف في الملابس لا يشبهه اي من تلاميذ المدرسة التي تعلم فيها. كان يرتدي بدلة من ثلاث قطع مختلفة ولم يشاهد بدون ربطة عنق ابدا لغاية يومنا هذا. ومنذ طفولته اهتم كيرف بالكمبيوتر واسراره لغاية دخوله الى جامعة ستانفورد وتخصص فيها بالرياضيات، لكن اهتمامه بعلوم الحاسبات كان ينمو مع خلاياه وكان ثمة ما يغريه، رغبة مدهشة لبرمجة كل شيء وكان يقول لاقرانه: 'خلقت عالمي الخاص، وكما ان كل شيء يمكن برمجته في الكمبيوتر فان كل شيء ايضا يمكن برمجته ليعمل وينتج.. مثلي'. وكان كصندوق سحري غير معقول التصديق، فكلما كان يتحرك هذا الصندوق ينبثق عنه اكتشاف جديد.


السوبر طالب
تخرج من ستانفورد عام 1965 وذهب ليعمل في مؤسسة 'آي بي ام' كمهندس انظمة، لكن حزمه واصراره لتعلم اصول هندسة الكمبيوتر لم يتراجع او يكل، لذلك سجل في قسم علوم الحاسبات في جامعة 'يو اس ال' وبدأ متابعة تنفيذ اطروحة الدكتوراه في علم الحاسوب. واستند عمله الى اعداد مشروع البحوث المتقدمة لتمويل 'سوبر كمبيوتر' صممه وأعد برنامجه بنفسه عن بعد بحاسوب آخر. وبعد نجاحه المثير في تخليق السوبر كمبيوتر، نمى اهتمامه لتطوير شبكات الحاسوب في خريف 1968 حيث كانت وكالة مشاريع البحوث المتقدمة تقطع شوطا جديدا لبرنامج آخر لبناء ال Arpanet. وكان كيرف مسؤولا عن مركز قياس الشبكة واختبار وتحليل الاداء فيها. وادار حينذاك اربعين طالبا وكان رئيس الفريق الذي سيغير العلوم المعاصرة للحاسوب بطبيعة الحال. ومع نهاية عام 1968 تشكلت مجموعة صغيرة من خريجي المعاهد والمدارس الاربعة (يو سي ال اي، ستانفورد، جامعة يوتا ويو سي سانتا بربارة) وكانوا يجتمعون بشكل منتظم ليناقشوا المشاكل الجديدة التي تعاني منها الشبكة التي اقاموها وسبل تطويرها ودعوا على هذه الخلية العلمية اسم 'ان دبليو جي' واثبتوا دورا فعالا في حل العديد من المشاكل الخاصة بتصميم الشبكة. يتذكر كيرف تلك الايام بقوله: 'كنا هواة فحسب، غزيري النمو وكنا نعرف باننا سنأتي بشيء لم يسبقنا اليه احد'.
العقبات تؤدي إلى الابتكارات
واجهتهم كواحدة من العقبات الرئيسية لانتشار شبكة وكالة مشاريع البحوث المتقدمة، كيفية الحصول على حاسوبات رئيسية غير متوافقة للاتصال مع بعضها البعض، وكان عليهم ابتكار الطرق لتصنيع كمبيوترات تستخدم للاتصال وابتكار معاييرها التي تعتبر الآن واحدة من اهم مهام تشغيل وعمل مجموعة الشبكة الرئيسية. هذا يعني، انه لزاما عليهم تشييد 'كتل بناء' متفقة مع بعضها وباتصال مباشر مع الشبكة ككل. وفي عام 1970 ابتكرت هذه المجموعة العلمية الفذة نظاما للسيطرة على الشبكة 'ان سي بي' الذي سمح لاول مرة الاتصال فيما بينها عن بعد. هكذا وفي اغسطس من عام 1969 واصل عفاريت الانترنت الاوائل نموهم وتقدمهم بسرعة من هذه النقطة التي توصلوا اليها وكان كيرف في هذه الاثناء 'العفريت الاول' الذي انشغل في اختبارات متعددة ومختلفة ادت الى ظهور اجهزة جديدة. وفي هذه الاوقات قابل بوب كان وتمتع معه بعلاقات عمل جيدة. كانوا يطرحون الافكار التي تعد في تلك الاوقات بارعة بما فيه الكفاية وانحصرت: هل نربط الحواسيب على الاقمار الصناعية؟ هل نربطها في شبكة اذاعية؟ بعد طرح هذه الاسئلة قرروا ان تكون للحواسيب 'بوابة' بين كل شبكة لتوجيه رزم المعلومات، على ان لا تنشغل هذه البوابة بالتعقيدات المختلفة لكل شبكة. وهم سيكونون المسؤولين عن مرور الرزم ذهابا وايابا واذا ارسلت كل الشبكات الرزم بطرق مختلفة فبامكانهم تصنيع اتفاقيات خاصة فيما بينها اي معيار جديد للارتباط بين كل الشبكات وفي الوقت نفسه يسمح للاتصال بين الشبكة وكل الحواسيب.
الخطوة العظمى
بعد جهود سنوات طويلة كدحوا فيها علميا وتقنيا ما لم تفعله مجموعة علمية في زمانهم، تمكنوا في سبتمبر عام 1973 من تلخيص افكارهم على مجموعة ربط الشبكات الدولية. وفي مايو 1974 اكملوا ورقة العمل، تلك الخطوة التي اهلتهم لتقديم 'منظومة داخلية للاتصالات داخل الشبكة' وحددوا فيها نظام السيطرة على الارسال وفكرتها الرئيسية تنحصر في: ترفق رزم المعلومات في 'حزم بيانات'، هذه الحزم تحتوي على رسائل، محتواها وصيغتها ليسا من المهم معرفتهما، فالمعلومات على الظرف تسهل من عملية التسليم، فللحاسبات بوابة تقرأ العنوان الذي فيه المعلومات كاملة وتحتوي على حزم البيانات وتسلم المحتويات الى الحاسوبات الرئيسية وفقط الحاسوبات الرئيسية بإمكانها فتح الظرف وقراءة المحتويات الفعلية للحزمة، وسمح نظام السيطرة على الارسال للشبكات ان تنضم اليه شبكات اخرى وهذا ما نسميه الآن: الانترنت!
c.v. الشرف
يستقر مع عائلته حاليا في فرجينيا.رئيس شبكة غوغل.نائب رئيس مؤسسة الخدمات المعلوماتية والبيانات 'ام اس آي'. نائب رئيس شركة مبادرات البحوث القومية 'سي ان آر آي'.رئيس جمعية الانترنت منذ عام 1992.من عام 1976 - 1986 نائب رئيس 'ام سي آي' (وكالة مشاريع البحوث المتقدمة في وزارة الدفاع الاميركية).حصل على العديد من الجوائز العلمية المرموقة. دكتوراه علوم في الرياضيات من جامعة ستانفورد ودكتوراه في علم الحاسبات من 'يو سي ال اي'.تعريف باشهر مؤسسات الانترنت التي عمل فيها: مؤسسة الخدمات المعلوماتية والبيانات 'ام اس آي': واقعة في دالاس، تكساس، تدعم تطوير بيانات ام سي آي، مصادر العمليات والتسويق لتلبية حاجات الزبون بشكل افضل في كل سمات الحقل المتزايد للبيانات والخدمات المعلوماتية. يتضمن هذا الطلب المتزايد من قبل المستهلكين والشركات للخدمات المتكاملة مثل الارسال واسترجاع المعلومات، التسوق عبر الانترنت، خدمات الانترنت، بيانات متعددة، الرسائل الافتراضية، الخطوط الخاصة وخدمات المؤتمرات عبر الفيديو. وكالة مشاريع البحوث المتقدمة في وزارة الدفاع الاميركية 'ام سي آي': وتعتبر اكبر مجهز للاتصالات ونقل البيانات في العالم وثالث اكبر ناقل لها في شبكة الانترنت. ميزانيتها السنوية اكثر من 13،3 مليار دولار.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق