الأحد، 28 ديسمبر 2008

متى يستعمرون القمر ؟


يعتقد علماء فضاء بارزون من طراز بيرنارد فوينغ من وكالة الفضاء الأوروبية، أن بامكان البشر الحياة على سطح القمر في غضون العشرين عاما القادمة. ولعل الأمر لم يتعلق بالتقدم العلمي وامكانية سوبر تكنولوجيا الفضاء من حسم غزو القمر مجددا والتي قدمت مركبة الفضاء 'سمارت 1' لتحل المشكلة تقنيا، بل في توفير القرار السياسي المعتمد ليس بالضرورة على مزاج العامة في البلدان الكبرى. علما بأن الألواح الشمسية المستخدمة في المركبات الحديثة ستوفر الطاقة اللازمة للمحرك الذي يعتقد أنه سيرفع من سرعة المركبات الى أكبر من تلك التي تسير بقوة دفع المحركات الصاروخية. ومنذ رحلة القمر الأولى تبدلت أنظمة الكهرباء التي كانت تعمل بالوقود الكيميائي العادي بمركبات على محركات أيون تعمل بالطاقة المتولدة من الطاقة الشمسية. ويبدو أن كل البرامج متأخرة لغاية 2009 حيث تستطيع محطة الفضاء الدولية التقدم أكثر في برامج القمر المصممة بالأساس على تبيان وجود امكانية الحياة على القمر بأهم عنصر في هذه الحياة وهو الماء أو الجليد ناهيك عن ماهية المعادن المتوفرة في القمر.
تدخل العلماء
وثمة ما يؤخر هذه العملية بالذات، وهو سبب ليس معقدا، ينحصر في أن كل رواد الفضاء المعروفين بمن فيهم الذين قيل إنهم هبطوا على القمر، لم يتحصنوا جيدا بدراسات وتعليم عال كبير في العلوم الفيزيائية ولم يكونوا علماء فلك وجيولوجيا، وأن أغلب المحلقين في الفضاء الآن هم طيارون سابقون وليسوا علماء متخصصين لكي يتبنوا مشروعا أثيرا كإدرك أسرار القمر. عموما ستحاول المركبة الجديدة المصممة لاكتشاف هذه الأسرار رسم خريطة بأشعة اكس للقمر في محاولة للكشف بدقة عن الطريقة التي تكون بها أو ما الذي يحتويه، فلو صدقت النظرية المعروفة لتكوين القمر وملخصها أنه نشأ من اصطدم جرم فضائي في حجم كوكب المريخ بكوكب الأرض، وبذلك ينبغي أن يحتوي القمر على الحديد وعناصر خفيفة أخرى كالمغنسيوم والألمنيوم. وبواسطة تحليل مكونات هذه المعادن يمكن للعلماء ان يجيبوا بشكل شامل عما يحتويه القمر وكيفية ظهوره في الكون.
مقبرة القمر
ولأن الأمريكان مغامرون بطبيعتهم، فقد انتقلت هذه الطباع الباذخة الى العلم والتكنولوجيا أيضا. ففي الوقت الذي تنشغل فيه أوروبا وينهمك علماؤها على معرفة أسرار القمر، ثمة في الولايات المتحدة من يريد استعمار القمر ليس بالجيوش وقوات المارينز، بل بفضل الموتى! هكذا اذن، يعلنون وبالأسعار، أنهم سيرسلون للقمر رفات مائة من الموتى كوجبة أولى، ليذروها على سطح القمر في غضون السنتين القادمتين. تجدر الاشارة الى أن شركة 'سلسيتس' الأميركية تتبنى جادة هذا المشروع الذي سيتقدم الموتى فيه عالمة الجيولوجيا مارينا ويست التي تطوعت في عامها التاسع والتسعين أن يدفنوها في القمر في الموقع الذي هبطت فيه مركبة أبوللو الفضائية في رحلتها الشهيرة. ولابد من التذكير بأن كلفة القبر في القمر تساوي 12 ألف دولار، في حين تكلف بعض مراسم الجنازات على الأرض المبلغ ذاته.
التشكيك في الهبوط الأول على القمر
هناك تساؤلات عدة بدأت بالتداول فور اعلان العودة الى غزو القمر، مفادها: لماذا عادت في هذا الوقت بالذات ولماذا توقفت قبل ثلاثة عقود قبل ذلك من الأساس؟ وبعيدا عن السياسة ومن منطلق علمي بحت هناك جماعة كبيرة من علماء الفلك والفيزياء الفلكية يكادون يجزمون باستحالة نزول مخلوق حي على سطح القمر وبقائه حيا هناك أو عودته حيا الى الأرض وعلى رأسهم 'كلارك وهارلو وسلايفر ولوفيل وريموند ولينيت وهويل ومنزيل (وجميعهم من كبار العلماء في وقتنا الحاضر) وقد ذكروا بعضا من الأسباب وهي :- ان كمية وشدة الجرعة الاشعاعية في حزام 'فان ألن' الاشعاعي المحيط بجو الأرض على ارتفاعات مختلفة قوية جدا وخطيرة جدا بحيث يصبح من المحال أن يجتاز هذا الحاجز الاشعاعي جسم كائن حي من دون أن يتأثر بالاشعاعات الخطيرة التي تعتبر أخطر من الاشعاعات الناتجة عن الانفجارات النووية آلافا من المرات. (وهذه حقيقة ثابتة).- ان شدة الأشعة الكونية في الفضاء مرتفعة جدا بحيث تسبب أخطارا هائلة على سائر المخلوقات الحية. (وهذه المسألة بالذات لم يجد لها العلماء حلا الى الآن رغم قوة المواد العازلة التي تستخدم لتغليف مركبات الفضاء).- ان خطر الاضطرابات الشمسية لا يمكن تلافيه في الأجواء العالية او على سطح القمر كما بينا في الموضوع الرئيسي وذلك لانعدام وجود غلاف جوي على القمر أو حول المركبة التي تترك الأرض وتصبح في الخواء الفضائي، والذي يعمل على امتصاص أو عكس تلك الاضطرابات الخطيرة.- ان النيازك والشهب التي تتساقط وتتناثر هنا وهناك تتضاعف نسبتها كلما صعدنا في الأجواء العليا وخاصة على سطح القمر، ويعتبر العلماء خطر تلك النيازك من أهم الأخطار التي قد تتعرض لها المركبات الفضائية والمتمثلة في الاصطدام بها واحتمالية تدميرها العالية.- كلما ارتفعنا في الفضاء زادت شدة التعرض للأشعة الفوق بنفسجية المحرقة. ونظرا لخلو الفضاء الخارجي من الهواء الذي يمتص هذه الأشعة المهلكة ويحد من خطرها، فان خطرها يعد كبيرا جدا على حياة رواد الفضاء.كل ما سبق شيء وما تمخضت عنه أبحاث خبير الصور الفوتوغرافية المحترف 'ديفيد بيرسي' الذي أكد في مقابلة أجرتها معه مجلة 'اكس - فاكتور' أن صور الهبوط الأميركي على سطح القمر كانت مزيفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق